الرئيسية

الشيخ محمد علي دبوز

مكتبة الصفاء

جمعية الصفاء

مواعيد علمية

ملاحظات واقتراحات

تاريخ المغرب الكبير

 نبذة عن الكتاب

تاريخ المغرب الكبير

تأليف

محمد علي دبوز

أستاذ الأدب والتاريخ في معهد الحياة بالجزائر 

الجزء الأول 

الطبعة الأولى

1384هـ_1964م

طبع بمطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه

 

الطبعة الثانية

1433 هـ - 2013 م

عالم المعرفة للنشر والتوزيع

قامت وزارة المجاهدين بطبعه بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر


مقدمة الكتاب


تقديم

بقلم الأستاذ الكبير السيد

محمد عطية الإبراشي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول لله؛ وبعد فيسرّني كل السرور أن أقدّم لقراء اللغة العربية صديقي الأستاذ محمد علي دبوز، أستاذ الأدب والتاريخ بمعهد الحياة في الجزائر، ومؤلف كتاب ‹‹ تاريخ المغرب الكبير››؛ لأنه من المؤمنين المتمسّكين بدينهم، الوطنيين المحبين للغتهم وقوميتهم، المخلصين في عملهم الإخلاص كلّه.

     والحق أن الكتاب بأجزائه الثلاثة ليس في حاجة إلى من يقدمه؛ فمادته غنية كلّ الغنى، تدل على سعة في الاطلاع، وتعمق في البحث وراء الحقيقة، للوصول إلى الحق، والحق وحده، كما تدل على المجهود الكبير الذي بذله في تأليفه، وتخليصه من الأكاذيب التي دسّها الكتّاب من المستعمرين. وهو أوّل كتاب عربي جزائري يطبع بعد استقلال الجزائر، في أكثر من ١٦٠٠ صفحة، وهذا جهد يذكر بالشكر والتقدير.

    ويشتمل الجزء الأول على تاريخ المغرب قبل الإسلام، والثاني على تاريخ الفتح الإسلامي، والعهد الأموي في المغرب، والثالث على العهد العباسي والدول الإسلامية المستقلة في القرنين الثاني والثالث من الهجرة. وهي في الواقع خير مرجع لمن يريد أن يعرف كثيرا عن المغرب الأدنى، والمغرب الأوسط، والمغرب الأقصى قبل الإسلام وبعده. وإن من يطّلع على هذه الموسوعة يشعر حقا بما بذله المؤلّف في سبيل إخراج هذه الكتب الثلاثة في أحسن صورة.

    لقد قام الأستاذ الأديب بتدريس تاريخ المغرب بمعهد الحياة أربع عشرة سنة كاملة. ولا علم إلا بعد التعليم. وقضى سنوات وهو يبحث ويطلع ويثابر في البيت والمعهد والمكتبات في الجزائر وتونس ودار الكتب المصرية بالقاهرة.

    لقد قرأ كثيرا كي يصل إلى الحقائق خالية من التشويه والتضليل؛ فقد حرّف المستعمرون كثيرا من الوقائع التاريخية، وجعلوا الحق باطلا، والنّور ظلاما، والحسنة سيئة، ومسخوا التاريخ أمام النشء الحديث، والجيل الجديد، فقام المؤلف بدراسة التاريخ دراسة مفصّلة عميقة، وصفّاه من الأباطيل التي وضعت وأدخلت عليه؛ حتى يجد القارئ الحقيقة ناصعة بيضاء، خالية من كل كذب وادعاء. وقد مكث ليالي وأياما، وشهورا وأعواما في سبيل إظهار هذا الكتاب الثّمين، أو الموسوعة الكبيرة. وكثيرا ما قضى وقته في دور الكتب لتصحيح خبر من الأخبار، أوقضية من القضايا.

    ولم يقتصر الأمر على ما بذله من جهد كبير في البحث والتأليف، ولكنّه كلّف نفسه مجهودا آخر، هو المجهود المالي، فقد اعتمد على والده الوطني الغيور الذي تجرع مرارة الاستعمار، وعرف سجن الاستعمار؛ لأنه كان من المناضلين المخلصين في سبيل العربية الإسلام، اعتمد عليه في الإنفاق على طبع هذه الأجزاء الثلاثة، وما تحتاج إليه من ثمن للورق، وأجر للطبع والتجليد، وإرسالها إلى الجزائر بالبريد....

   وقد مكث أكثر من سنة ونصف سنة في القاهرة ليباشر الطبع، ويقوم بإصلاح التجارب، وهو بعيد عن أهله وأسرته، واحتمل كثيرا من نفقات المعيشة في سبيل إخراج هذا الكتاب في ثوبه الجميل، فاختار له أحسن الورق، وعنى كل العناية بطبعه، حتى جاء خاليا من الأخطاء، إلا نادرا.

وقد اهتم المؤلف باللغة العربية، وتخيّر الألفاظ السهلة، والعبارة العذبة، والأسلوب الأدبي؛ حتى لا يجد القارئ أي صعوبة وهو يقرأ. وأبرز تاريخ المغرب في تحليل علمي، وبحث نزيه، بعد أن صفّاه من الأكدار والأكاذيب التي ملأته بها السياسة المغرضة القديمة والمستعمرون.

   ويبدو السبب الذي دعا المؤلف المخلص إلى تأليف هذا الكتاب الثمين في قوله في مقدمة الجزء الثاني منه:‹‹ عزمت أن أكتب شيئا في تاريخ المغرب الكبير بأسلوب أدبي، وتحليل فلسفي، وببحث علمي نزيه، يليق لمطالعة مثقفينا، ويكون مرجعا ومصدرا لجامعاتنا ومدارسنا، ويصفى أبواب تاريخ المغرب التي كدرتها ودنستها أكاذيب السياسة القديمة، ودعايات المستعمرين وسمومهم، فصارت خطرا على المغرب، ومنبعا للسموم التي تكدّر صفاءه، وتفرق جماعته، وتمكّن الحساد والدساسين من بث الفرقة والشقاق في مغربنا الحبيب. فكتبت في سنة (١٣٧٠–١٣٧٢هـ)(١٩٥١–١٩٥۳م) مسودة الأجزاء الثلاثة الأولى من ‹‹تاريخ المغرب الكبير›› فصرت أفكر في طبعها، ولكنني أبيت أن أفرغها في القالب النهائي، وأعدها للطبع قبل أن أقوم بجولة واسعة لأطلع على كل ما أستطيع الاطلاع عليه من كتب تاريخ المغرب، سيما المخطوطات القديمة. فزرت في عطلة الربيع سنة (١٣٧٣هـ–١٩٥٤م) خزائن كثيرة من المخطوطات لا زالت محفوظة في جنوب الجزائر لم تمتد إليها أيدي الاستعمار التي جردت المغرب من كتبه القديمة، ومن مؤلفات أجدادنا في التاريخ، فوجدت فيها من الكتب المخطوطة ومن الوثائق التاريخية شيئا كثيرا مما أريد. ثم عزمت على زيارة مكاتب تونس الخضراء، ودار الكتب المصرية في القاهرة . . .وكان الاستعمار الفرنسي قد ضرب الأسوار الحديدية بين الجزائر والقاهرة والأقطار العربية . . . وبعد مساع ووقت طويل، وقلق كبير، حصلت على تأشيرة الدخول في مصر على أنى مار إلى الحجاز. وتلك هي العلة التي تستّرت بها للحصول على جواز السفر. فسافرت في أول العطلة إلى تونس، فغبرت شهرا في مكتبتها الوطنية، وفي المكتبة العبدلية، اطلعت فيهما على كثير من مصادر تاريخنا. ثم وصلت دار الكتب المصرية في القاهرة. . . فوجدت كل ترحيب وإجلال ومساعدة، فكنت أطلب أحيانا عشرين مجلدا فيسرعون بهاإليّ. . .فوجدت الكثير مما أريد، فاطلعت على المهم منه، سيما المخطوطات والكتب المطبوعة النادرة الوجود. . . ››.

     ‹‹ ولما أصبحت دور المثقفين ورجال العلم بعد قيام الثورة مهددة بالتفتيش. . .جعلت مسودة كتابي في صندوق خشبي. . .وردمته في الحديقة، فبقي فيها زمنا، فخفت أن تتسرب إليه الأنداء فتتلفه، فوضعته عند صديق من الهادئين الذين لا يلفتون أنظار الاستعمار، ولا يفكرون في تفتيش داره. . . وطوقت القرارة في سنة ١٩٦١ بكتائب الجند الفرنسي الحقود، وأحيطت بالمدافع والدبابات. . . ولكن قلبي كان مطمئنا، وكنت موقنا بأن كتابي وخرائطي سيحفظها الله؛ لأنني ألفتها بنية حسنة، وأردت بها نفع إخواني في الأقطار العربية الإسلامية، وخدمة الدين والعربية في المغرب، والقضاء على أسباب التفرقة التي يبثّها الاستعمارمتدرّعا بأكاذيب السياسة المغرضة القديمة على المغرب! . . . إن دار الصديق قد فتشت . . .ولما وصلوا إلى حجرة كتابي وخرائطي أطلعوا عليها من الباب فانصرفوا. . . فعلمت أن الله معي. وكانت أفراحي بنجاة مسودة كتابي وخرائطي لا تقدّر، فزاد هذا في عزيمتي على إبرازه في أول سنة من استقلالنا؛ ليكون القربان الذي أقدمه شكرا لله على النصر، وعلى خروجنا من المعركة والمحن ظافرين››.

     ويتجلى إخلاصه للوطن والعروبة والدين في قوله: ‹‹إن المغرب كله من أدناه إلى أقصاه، ومن شماله في بحر العرب إلى جنوبه في حدود السودان وطن واحد، ذو طبيعة واحدة، ومزاج واحد، تسكنه أمة واحدة، تدين بدين واحد، لا فرق بين أقطاره، ولا اختلاف بين أجزائه، فصحراؤه ذات طبيعة واحدة، وشماله كذلك لا فرق بين أنحائه في الطبيعة. فإذا وجدت بعض الفروق فكالذي يوجد في أعضاء الجسم الواحد لتقوم كل ناحية بوظيفتها بخير المغرب كله، وليؤدي المغرب واجبه في كل الميادين، ويكفي نفسه في كل أنحائه بكفاءاته المختلفة، وميزاته التي أودعها الله في أنحائه. أما الاختلاف في العرق الذي يمزق الأمم، والاختلاف في الدين الذي يفرق الشعوب، والتباين في الأمزجة للتباين الكبير في المناخ، هذه العلل التي تباعد بين الجماعات فما وقى الله مغربنا الكبير منه. إنه وطن واحد يا صديقي،فأينما حللت من أجزائه فأنت في وطنك، وبين أهلك، لا تشعر بالغربة، ولا تحسّ بالوحشة التي تكون لك باختلاف النفوس››.

وقد وضّح المؤلف الكريم بعض مزايا المغرب الجميلة وآثاره الحسنة في أبنائه في قوله بتصرف: ‹‹ لقد خلق الله المغرب الكبير في موقع ممتاز لا نجده لغيره من الأقطار. . . إن مغربنا قد خلقه الله في مكان وسط بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب، لهذا كان على الاعتدال في أشيائه، وعلى الجمال في ألوانه. . . إن المغرب جنة الله في الأرض، وسليل الفردوس في الثرى، لزكاء تربته، وخصب أرضه، وكثرة خيراته. يليق لكل المزروعات، ويؤتى كل الثمرات، ويحتوي على كل المعادن. فهو نعمة الله الكبرى علينا، وأعظم الآلاء التي خصنا بها. جوه معتدل ينعش الأجسام، ويضمن الصحة، ويؤجج النشاط. . .››.

    ‹‹ وترى جبال المغرب في شماله لكثرة خصبها، ووفرة عيونها، وحسن جوها، ومتعتها وجمالها، منبتا لآلاف القرى ترصع أنحاءها. وسكان تلك القرى أبناء المغرب الأوفياء، فهم أسود الشرى، لا تزال مخالبهم في كل عصورالاستعمار قانية بدماء المستعمرين، ولا تزال جنوب أولئك الغاشمين المستعمرين بضربات أبناء الجبال الصناديد ملتهبة تشتعل فيها النيران! ››.

وترى في أرجاء الصحراء المدن العامرة المتحضرة التي تجد فيها كل ما شئت من رجولة ودين، ومن حزم وقوة، ومن نبوغ وذكاء، قد نبتت في أنحاء الصحراء مع جنات النخيل الفتانة، إلا أن هذه أبهى وأكرم؛ لأنها تمتلئ بنور الدين، وتشيع فيها فصاحة القرآن، وتختال في الحضارة الإسلامية الزاهية، ويضيف إليها أبناؤها النشيطون المثقفون كل حسن من الحضارة الحديثة، ومدينة العصر الراقية. . .››.

     ‹‹ لقد أسبغ الله على المغرب الكبير من أسباب الغنى والقوة والجمال كل ما يسعد أبناءه، ويجعلهم على القوة والهناءة، وعلى المتعة والسعادة، وعلى التقدم والرقى. فلا غرو والجمال طابع مغربنا، والخيرات سمته، والبركات ما اشتهر به بين الشعوب، أن كان محل أطماع المستعمرين في كل العهود، وهدف الشعوب الجائعة في كل الأزمان››.

 فعلى أبناء المغرب الكبير أن يتحدوا ويتيقظوا، ويستعدوا لحماية مغربهم من المستعمرين الذين يتحينون الفرص للرجوع إليه. فإنه جنة عدن أخرجوا منها، واللقمة البالغة الحلاوة والجدوى نزعت من أشداقهم المسعورة››.

وفي هذا العهد، عهد الحرية والاستقلال ننتظر من المغرب، وخاصة الجزائر أن تعنى بالتأليف، وخاصة بتأليف التاريخ، فقد حرّم الاستعمار الجزائر التأليف باللغة العربية، وزيّف تاريخ المغرب والمسلمين، ومسخه وجعله وسيلة للتفرقة بين الوطن الواحد، والأمّة الواحدة. وهذا أوّل كتاب صفى تاريخ المغرب من زيف السياسة القديمة، والاستعمار اللاتيني، ونادى بالوحدة والتضامن، والمحبّة والتعاون بين أهل المغرب والعالم الإسلامي.

‹‹ وإن وطن المغرب القديم واحد، يسكنه جنس واحد، دماؤه واحدة، ودينه واحد وبيئته واحدة، وما عرف هذه الفرقة والتجزئة إلا في العهد التركي، وعهود الاستعمار الأخيرة››.

وقد بيّن المؤلف المراجع التي اطلع عليها في نهاية كل جزء، ووضع فهارس مفصّلة للموضوعات، والأعلام، والقبائل، والأماكن والبلدان، وخريطة مفصّلة دقيقة للمغرب في القرنين الثاني والثالث من الهجرة.

       فالأستاذ الأديب المؤرخ محمد علي دبوز جدير بكل تشجيع وإعجاب وتقدير من العالم الإسلامي، والأمة العربية كلها لما قام به من مجهود مشكور سيذكره له التاريخ.

      وإني واثق كل الثقة بأن هذا الكتاب الثمين بأسفاره الثلاثة الضخمة سيجد مكانه في كل بيت عربي، وكل مدرسة عربية، وسيصبح مصدرا للمعاهد العلمية في المغرب.

      والله أسأل أن ينفع به. ويجزي المؤلف عن العروبة والإسلام أحسن جزاء. إنه سميع مجيب الدعاء. .

محمد عطية الإبراشي       

 كبير مفتشي اللغة العربية والدين سابقا    

وأستاذ التربية وعلم النفس السابق بدار العلوم

                جزيرة الروضة - القاهرة              
3 من رجب سنة1384هـ / 8 من نوفمبر سنة 1964م      

        واجهة وخلفية الكتاب

في ثلاثة أجزاء كبيرة تشمل على 1683 صفحة من الحجم الكبير. وهو يشتمل على تاريخ المغرب كله بأقطاره الأربعة : ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب.

الجزء الأول من العصر الحجري إلى الفتح الإسلامي.

الجزء الثاني في الفتح الإسلامي والعهد الأموي في المغرب.

الجزء الثالث في العهد العباسي والدول الإسلامية المغربية المستقلة.

ألف هذا الكتاب ببحث علمي نزيه، صفّى تاريخ المغرب المظلوم من أكاذيب السياسية القديمة، وخزعبلات المستشرقين والمستعمرين، وبتحليل فلسفي عميق، يريك الحوادث وأسبابها، والشخصيات والدول وعوامل عظمتها وانحطاطها، وبأسلوب جميل طليّ يحبب التاريخ إليك. وفيه أبواب مهمة كثيرة لا تجدها في كتاب. طبع في القاهرة طبعة أنيقة تروقك. يوجد في المكاتب الكبرى في دمشق وبيروت والقاهرة والجزائر.

العنوان

info@cheikhdabouz.com